رواية دون كيشوت هي الأولى


رواية دون كيشوت هي الأولى - مقهى جرير الثقافي

رواية دون كيشوت للكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس، وتعتبر الأكثر شهرة وتأثيراً في الأدب العالمي فهي تعتبر العمل الأدبي الأول من نوعه الذي أسس فن الرواية الحديث كما نراه ونقرأه اليوم، كتبت الرواية عام 1605 ميلادي وهي حتى يومنا هذا تتصدر قوائم أفضل الكتب المؤلفة على الإطلاق.

طال تأثيرها جميع صنوف الأدب والفن وظهر ذلك جلياً في رسومات لبعض أشهر الفنانين العالميين كـ بابلو بيكاسو وسلفادور دالي، وظهرت في تأليفات موسيقية كـ ستراوس ومسرحيات عديدة، وأفلام سينمائية وكرتونية، حتى أن كلمة "كيشوت" دخلت في اللغة الانكليزية كمصطلح يدل على التوهم.

 

تم نشرها في فترة زمينة تجاوزت العشر سنين بدءأ من عام 1605 كما أسلفنا، وهي تقص لنا سيرة رجل قروي بالغ الخمسين من عمره مولع بقراءة القصص التي تتحدث عن الأخلاق والنبل والشهامة ولشدة تأثره يشد رحاله على خيله العجوز لينطلق في رحلات علّها تشبه المغامرات التي كان يقرأها، اسمه ألونسو كهانو وأطلق على نفسه اسم دون كيشوت بعد السفر.

من أحداث القصة الأولية ترافقه سيدة ومرافق شاب ليكون رفقاء الرحلة والمغامرة، سنترك لك متعة الغوص فيها

أحداث الرواية شيقة ومثيرة ولعل أشهر ما صوّر منها هو صراع دون كيشوت مع الطاحونة التي تخيلها وحش عملاق، نهاية الرواية رائعة كروعة الرواية كلها حيث تنتهي بصدمة البطل من الواقع فيتخلى عن الشهامة الأمر الذي يصيبه بالكآبة والحزن الشديد التي تودي لموته في النهاية.

تصور الرواية مراحل تحول داخلية في شخصية البطل من الإنسان العادي إلى المتوهم المغامر ثم إلى صدمته ووفاته، لذلك يمكن اعتباراها من تلك الأعمال النفسية الإنسانية.

 

كاتب العمل هو ميغيل دي ثيربانتِس سابيدرا الذي عاش في إسبانيا بين عامي (1547 - 1616م) حيث مات في العاصمة مدريد، يعتبر من أشهر الشخصيات الإسبانية إطلاقاً، بداية حياته كانت بائسة وفقيرة، سُجن والده وهو صغير وتوفي في فترة طفولته المبكرة، حيث عانى الفاقه والإملاق، قطعت يده في سن العشرينات في معركة ضد العثمانيين، وسجن في الجزائر مدة خمسة سنوات ولم يخرج منها إلا أن دفع فدية، دفع هذا المبلغ زاده فقر وحاجة، سجن أكثر من مرة لعدم قدرته على الوفاء بديونه، استلهم شخصية دون كيشوت في إحدى فترات تواجده في السجن.

كثيراً من النقاد يقولون أن إبداعه وحس السخرية العالي الذي يتكشف في أعماله مرده حالته المزرية التي تمخضت عن قدرة عالية في الكتابة، مات فقيراً قبل أن يتمتع بالشهرة التي نالها بعد ذلك.